السجائر الإلكترونية وخطرها على الصحة: دراسة تكشف آثار نكهاتها الضارة على الرئتين
تشكل السجائر الإلكترونية خطرًا على الصحة، وهذا ما كشفته دراسة حديثة حول آثار نكهاتها الضارة على الرئتين البشريتين. تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تفحص تأثير نكهات السجائر الإلكترونية على الخلايا الظهارية في الشعب الهوائية بالرئتين.
أظهرت الدراسة أن هناك نكهتين شائعتين للسجائر الإلكترونية يمكن أن يكون لهما تأثير ضار على أداء الأهداب، وهي الشعيرات الصغيرة المشابهة للشعر التي تبطن مجرى الهواء البشري. الأهداب توجد على نسبة تتراوح بين 50-75٪ من الخلايا الظهارية، وتلعب دورًا حاسمًا في إزالة الغبار والمخاط والجسيمات الأخرى من الشعب الهوائية. وبالتالي، فإن الأهداب تسهم في الحفاظ على دخول الهواء إلى الرئتين نظيفًا وخاليًا من المهيجات لضمان التنفس السليم. عندما تتعطل الأهداب ولا تعمل بكفاءة، ينخفض أداء الرئة، وهذا ما يشاهد في حالات مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو.
كشفت الدراسة الحالية أن مكونات النكهة الكيميائية المستخدمة في السجائر الإلكترونية يمكن أن تؤثر على التعبير الجيني الذي ينظم إنتاج ووظيفة الأهداب. أظهرت الأبحاث السابقة أن أكثر من 90٪ من السجائر الإلكترونية المختبرة تحتوي على ثنائي الأسيتيل و 2،3-بنتانيدايون، إضافة إلى مواد كيميائية أخرى بكميات أقل. ثنائي الأسيتيل هو مادة منكهة تُستخدم على نطاق واسع لإعطاء الأطعمة نكهة اصطناعية، مثل طعم الزبدة في الفشار الميكروويف ونكهة المخبوزات والحلوى. لم يُربط استهلاك ثنائي الأسيتيل بآثار ضارة حتى الآن، ولكن الاستنشاق يختلف في تأثيره.
تشير الأبحاث المتاحة إلى أن استنشاق ثنائي الأسيتيل يمكن أن يلحق ضررًا بالرئتين، مما يسبب التهابًا في القصيبات يشبه "الرئة الفشار". على الرغم من أن ثنائي الأسيتيل تم استبداله بـ 2،3-بنتانيدوني في بعض المنشآت بعد الإبلاغ عن خطورة استنشاق ثنائي الأسيتيل، إلا أن آثار استنشاق هذه المواد الكيميائية لم تدرس بعد.
استخدمت الدراسة الحالية أحدث التقنيات لفحص تأثير هذه المواد الكيميائية على الخلايا الظهارية في نماذج حية تحاكي أنسجة الشعب الهوائية. تمت ملاحظة تأثير كبير على التعبير الجيني وضعف تركيب الأهداب ووظيفتها عند تعرض الشعب الهوائية لهذه العوامل الكيميائية لمدة 24 ساعة.
تمت ملاحظة هذه التأثيرات عند مستويات استنشاق منخفضة، وهو ما يطرح تساؤلات حول حدود السلامة الحالية للعمال المعرضين لهذه المواد الكيميائية. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد حاليًا معايير أمان للاستخدام الآمن للسجائر الإلكترونية، ولا يتم تحذير المستخدمين من مخاطر استنشاق هذه المواد الكيميائية.