فرط التعرّق (Hyperhidrosis): دليل شامل وعلاجات فعّالة
فرط التعرّق (Hyperhidrosis)، هو حالة تتميز بزيادة في نشاط الغدد العرقية في الجسم، مما يؤدي إلى التعرّق بشكل مفرط في الأوقات والأماكن التي لا يتعرّق فيها الآخرون. يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من الإزعاج والإحراج، وعادةً ما لا يبحثون عن المساعدة الطبية.
أنواع فرط التعرق
ينقسم فرط التعرّق إلى نوعين رئيسيين.
ويحدث في بعض أماكن الجسم كالإبطين، اليدين، القدمين، والرأس. يميل للظهور بأعمار صغيرة قبل سن الـ 25 وليس له سبب مرضي واضح، وقد يكون وراثيًا ويزداد عند التعرض لروائح وأطعمة معينة أو عند التوتر والقلق. لا يحدث أثناء النوم.
يشمل جميع أجزاء الجسم ويكون غالبًا مرتبطًا بمشكلة طبية محددة مثل داء السكري، باركنسون، وأمراض الغدة الدرقية. قد يكون هذا النوع مصاحبًا لسن اليأس لدى السيدات، أو يحدث نتيجة تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية مثل الزنك. قد يحدث هذا النوع للبالغين وقد يحدث أيضًا أثناء النوم. يُعرف هذا النوع باسم فرط التعرّق الثانوي.
فرط التعرق المفرط
فرط التعرق المفرط هو مشكلة تؤثر على الحياة اليومية للكثير من الأشخاص. يمكن أن يتسبب في صعوبة إمساك القلم أو تبليل الأوراق والأجهزة الإلكترونية، مما يسبب للشخص الإحراج والقلق. إذا تم تجاهل علاج هذه المشكلة، فقد يحدث مضاعفات جلدية مهمة مثل التهابات متكررة وتهيج الجلد والحكة.
بالنسبة للرائحة، يجب ملاحظة أن العرق بحد ذاته ليس له رائحة، ولكن قد يتسبب في ظهور رائحة غير مرغوب فيها عند حدوث التهابات وتفاعل البكتيريا الموجودة على الجلد مع العرق.
من الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين يعانون من التعرق المفرط بدقة، حيث يوجد العديد من الأشخاص الذين لا يتلقون العلاج بسبب الحرج الشديد أو عدم الوعي بأن هذه حالة طبية يمكن علاجها. يمكن لطبيب الجلدية مساعدة المرضى في التحكم في التعرق المفرط، ولكن من المهم أن يتم استبعاد الأسباب المرضية لهذه المشكلة من خلال الفحص السريري والتحاليل المخبرية قبل بدء العلاج.
علاج فرط التعرق
يتوجب اتباع نهج فردي في علاج فرط التعرق، حيث يعتمد العلاج على نوع التعرق المفرط، موقعه والحالة الصحية العامة للفرد. هناك عدة خيارات علاج شائعة لفرط التعرق، وتشمل:
- مضادات التعرق التي تحتوي على كلوريد الألمنيوم: تُعتبر خيارًا علاجيًا معتادًا ويوصى بها من قبل أطباء الجلدية. تُوضع هذه المنتجات على الجلد الجاف قبل النوم وتُغسل في الصباح. تتميز بفاعلية عالية وتكلفة معقولة وآثار جانبية قليلة.
- المناديل المُبَلَّلة بمادة جليكوبيرونيوم توسيلات: يتم وصفها من قبل الأطباء وتُستخدم لتطبيقها على اليدين والقدمين وتحت الإبط.
- مثبّطات عصبية فموية: تُعطى بوصفة طبية للحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. تعمل هذه الأدوية على تثبيط عمل الغدد العرقية في الجسم بشكل عام، وقد أظهرت فعالية لدى بعض المرضى، ولكن لها آثار جانبية مهمة.
- مضادات الاكتئاب: قد تقلل بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب من التعرق الزائد.
- الرّحلان الشاردي: يعتمد على جهاز طبي منزلي يرسل تيارًا كهربائيًا منخفض الجهد عبر الماء لتثبيط غدد العرق. يُثبت فائدته لدى العديد من الأشخاص، ولكنه يتطلب العديد من الجلسات وقد يستغرق وقتًا طويلاً. يمكن استخدامه فقط على اليدين والقدمين.
- جهاز طبي يدوي لتدمير الغدد العرقية: يعتبر هذا العلاج من العلاجات الحديثة الموافق عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). يتم تنفيذ العلاج بواسطة أطباء الجلدية ويعتمد على استخدام طاقة كهرومغناطيسية لتدمير الغدد العرقية. يُستخدم هذا الجهاز بشكل رئيسي في حالات فرط التعرق في منطقة الإبط فقط، نظرًا لوجود كمية كافية من الدهون في هذه المنطقة لحماية الأنسجة المجاورة. ومع ذلك، لا يزال هناك نقص في المعلومات بشأن استمرارية النتائج والآثار الجانبية على المدى البعيد.
- حقن ذيفان البوتولينيوم (البوتوكس): يُعتبر هذا العلاج أحد الخيارات الأولية أو الثانوية لعلاج فرط التعرق، سواء كان في منطقة الإبط، الكفين، القدمين، أو الوجه. وقد تمت الموافقة على استخدام البوتوكس من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كخيار علاج فعّال. عادةً ما لا يشعر معظم الأشخاص بألم شديد أثناء الإجراء بفضل التخدير الموضعي المستخدم. قد يستغرق بضعة أيام لملاحظة النتائج وتحافظ الجلسات المنتظمة كل ستة أشهر تقريبًا على النتائج. ومع ذلك، يمكن أن يحدث بعض الآثار الجانبية المحتملة.
- الجراحة: يمكن اعتبار الجراحة كخيار عندما تفشل العلاجات الأخرى. تحقق الجراحة نتائج مُرضية، ولكنها قد ترتبط بمخاطر أكبر لحدوث آثار جانبية. تتضمن الإجراءات الجراحية: 1- استئصال الغدد العرقية، والتي تستخدم في حالات فرط التعرق في منطقة الإبط. يمكن إجراء هذه العملية في عيادة الطبيب تحت التخدير الموضعي. 2- قطع أو بَضع العصب الودي المسؤول عن تعصيب الغدد العرقية. يتم استخدام هذه العملية في حالات فرط التعرق في اليدين. يتطلب هذا الإجراء مستوى أعلى من التعقيد ويتم إجراؤه بشكل حصري في غرفة العمليات الجراحية. يشمل الآثار الجانبية الشائعة لهذه الإجراءات الجراحية التعرق الزائد الشديد والدائم في مناطق أخرى من الجسم ، والمعروف بالتعرق التعويضي.
هام: يجب استشارة طبيب الجلدية لتقييم العلاج المناسب وتحديد الخيار الأنسب لحالة كل فرد. قد يقترح الطبيب تطبيق أكثر من طريقة علاج مجتمعة لتحقيق أفضل النتائج. لذا، ينصح بمراجعة طبيب الجلدية لتقييم الحالة والحصول على توجيهات مباشرة.
نصائح روتينية للتحكم في التعرق
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتحكم في التعرق المفرط ورائحة الجسم كجزء من الروتين اليومي:
- استخدام مضادات التعرق التي تحتوي على كلوريد الألومنيوم بتركيز 6-20٪. يتم وضعها على البشرة الجافة قبل النوم وتغسل عند الاستيقاظ. يُنصح باختيار المنتجات ذات الكفاءة العالية والتي تحظى بتوصية من طبيب الجلدية.
- اختيار أحذية مصنوعة من مواد طبيعية مثل الجلد. تسمح هذه المواد بتهوية القدمين وتقليل التعرق. يُفضل ارتداء الصنادل المفتوحة قدر الإمكان لتهوية القدمين ومنع تراكم الرطوبة.
- ارتداء جوارب رياضية ماصة للرطوبة أثناء ممارسة النشاط البدني. تساعد هذه الجوارب في امتصاص العرق والحفاظ على جفاف القدمين.
- ارتداء الملابس المصنوعة من أقمشة طبيعية مثل القطن والصوف والحرير. تتيح هذه الأقمشة تهوية الجسم وامتصاص العرق، مما يساعد في الحد من التعرق المفرط والحفاظ على انتعاش البشرة.
- الحفاظ على جفاف القدمين من خلال تجفيفهما جيدًا وتغيير الجوارب مرة أو مرتين يوميًا. يمكن أيضًا وضع نعل قطني وبودرة داخل الحذاء لامتصاص العرق وتقليل الرطوبة.
عن طريق اتباع هذه النصائح، يمكن تقليل التعرق المفرط ورائحة الجسم والحفاظ على الانتعاش والراحة طوال اليوم.