تُعد الإكزيما من الأمراض الشائعة التي تصيب العديد من الأشخاص، وتُعتبر حالة مزمنة يجب على المريض التعايش معها، حيث لا يوجد علاج نهائي للقضاء على الإكزيما. ومع ذلك، هناك حلول يمكن اتباعها للتقليل من حدة الأعراض والنوبات، ومن أهم هذه الحلول هو اتباع نظام غذائي مناسب لمرضى الإكزيما.
علاقة الإكزيما بالنظام الغذائي:
تُعرف الإكزيما على أنها إحدى الحالات الجلدية الالتهابية، والمعروفة أيضًا باسم التهاب الجلد التأتبي. وتُسبب الإكزيما أعراضًا مزعجة للمرضى، مثل تهيج الجلد وظهور البثور وطفح جلدي مثير للحكة.
قد تظهر الإكزيما في مرحلة الطفولة بشكلٍ شائع، ولكنها قد تظهر أيضًا في سن البلوغ. كما أن العوامل الوراثية والبيئية قد تلعب دورًا في تفاقم الحالة، على الرغم من عدم وجود سبب رئيسي محدد حتى الآن.
ومن المعروف أن العديد من المصابين بالإكزيما يعانون أيضًا من الحساسية أو التحسس تجاه بعض الأطعمة بشكل خاص. لذلك، يمكن أن يكون النظام الغذائي عاملاً مؤثرًا في تخفيف أعراض الإكزيما بشكل عام.
نظام غذائي لمرضى الإكزيما
علاج الإكزيما يشمل عادة استخدام المرطبات القوية للحفاظ على ترطيب وحماية الجلد، وكذلك استخدام كريمات الكورتيكوستيرويد للسيطرة على الالتهابات. في حالة عدم استجابة الجلد لهذه العلاجات، يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم أو الحقن.
مع ذلك، لا يجب تجاهل الدور الذي يمكن أن يلعبه النظام الغذائي في إدارة نوبات الإكزيما. فقد يساعد اتباع نظام غذائي معين في التحكم بالحالة. يشمل أفضل نظام غذائي لمرضى الإكزيما التالي:
- تناول الأطعمة المضادة للالتهابات: يمكن أن يساعد تناول الأطعمة المضادة للالتهابات في تخفيف أعراض الإكزيما. تحتوي الأسماك مثل السلمون والتونة والسردين على الأحماض الدهنية أوميغا-3 التي تساعد في علاج الالتهابات في الجسم. كما يحتوي الشاي والكيمتشي الكوري والملفوف المخلل على مضادات للالتهابات.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: يحتوي بعض الأطعمة الطبيعية مثل الزبادي والملفوف المخلل والكيمتشي الكوري على البروبيوتيك، وهي بكتيريا تساعد على تعزيز صحة الأمعاء وتقليل الالتهابات في الجسم.
- تناول الأطعمة الغنية بالفلافونويد: يحتوي الطماطم والفلفل الأحمر والشاي وفول الصويا والتوت والحمضيات على مركبات الفلافونويد التي تعد مضادات قوية للالتهابات.
- تجنب الأطعمة ذات نسبة عالية من النيكل والكوبالت: يُنصح بتجنب الحبوب الكاملة مثل القمح والشوفان والحنطة السوداء، والبقوليات مثل الحمص والصويا، والمكسرات والبذور، واللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان، والفواكه والخضروات مثل الشمام والبطاطس، والكاكاو والشوكولاتة، والشاي والقهوة. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ج مثل الفلفل والبرتقال والفراولة والبروكلي يمكن أن يساعد في تقليل امتصاص النيكل والكوبالت.
أطعمة يجب تجنبها لمرضى الإكزيما:
- منتجات الحليب والألبان: يجب تجنب استهلاك منتجات الحليب والألبان، حيث يمكن أن تسبب تفاقم الأعراض لدى بعض المرضى.
- البيض: ينبغي تجنب تناول البيض، حيث يمكن أن يكون له تأثير سلبي على حالة الإكزيما.
- الصويا: تجنب تناول الصويا ومنتجاتها، فقد تزيد من تفاقم الأعراض لدى بعض المرضى.
- المكسرات: ينصح بتجنب المكسرات مثل الجوز واللوز والفستق، حيث يمكن أن تسبب تفاقم الحكة والتهيج لدى بعض المرضى.
نصائح غذائية لمرضى الإكزيما:
- تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3: تشير الأبحاث إلى أن الأحماض الدهنية أوميغا-3 قد تساعد في تقليل الالتهابات في الجلد وتحسين حالة الإكزيما. يمكن العثور على الأحماض الدهنية أوميغا-3 في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسردين، وكذلك في بذور الكتان والشيا.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: تعد الألياف مفيدة للجهاز الهضمي وتساهم في تحسين صحة الجلد. قم بتضمين الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة في نظامك الغذائي لزيادة استهلاك الألياف.
- تجنب الأطعمة المثيرة للحساسية: يجب على مرضى الإكزيما تجنب الأطعمة التي قد تزيد من تفاقم الأعراض والنوبات. قد تشمل هذه الأطعمة الحليب والبيض والمكسرات والقمح والأطعمة المحفوظة بالمواد الحافظة والأطعمة المشبعة بالدهون. يُنصح بمراقبة استجابة الجسم للأطعمة وتجنب تلك التي تسبب تفاقم الأعراض.
- شرب الكثير من الماء: يلعب الحفاظ على الترطيب الجيد دورًا مهمًا في صحة الجلد. يجب على مرضى الإكزيما شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجلد وتجنب الجفاف.
- الابتعاد عن التوابل والتوابل الحارة: قد تزيد بعض التوابل والتوابل الحارة من التهيج وتفاقم الأعراض لدى مرضى الإكزيما. من الأفضل تجنبها أو استخدامها بحذر.
نصائح لمرضى الإكزيما:
- التركيز على تناول نظام غذائي صحي: ينبغي تضمين الخضروات والفواكه الطازجة والدهون الصحية والبروتينات المفيدة في النظام الغذائي. يمكن أن يساعد هذا النهج في تقليل نوبات تهيج الإكزيما وتحسين حالة الجلد.
- استشارة الطبيب المختص: ينبغي استشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي لمرضى الإكزيما، خاصة بالنسبة للأطفال والأشخاص الذين يعانون من حساسية غذائية أو حالات صحية معينة. يوصى بالتحدث مع الطبيب أو اختصاصي التغذية لتحديد نظام غذائي مناسب لكل حالة صحية.
- الحفاظ على سجل غذائي: يمكن للمرضى تتبع سجل غذائي لتحديد الأطعمة التي تسبب تفاقم الأعراض. يمكن استشارة الطبيب بناءً على هذا السجل لتحديد الأطعمة التي يجب تجنبها.
- تجنب العوامل المحفزة الأخرى: يجب على مرضى الإكزيما تجنب عوامل الحساسية الأخرى التي قد تزيد من تفاقم الأعراض، مثل الغبار والعرق الزائد والمواد الكيميائية الحادة.