متلازمة كلاينفلتر هي اضطراب وراثي يحدث عندما يحمل الذكور صبغة جنسية إضافية تسمى X ، مما يؤدي إلى وجود صيغة صبغية XX في صبغياتهم الجنسية بدلاً من الصيغة الطبيعية XY. تُعتبر متلازمة كلاينفلتر الاضطراب الوراثي الأكثر شيوعًا في حالات قصور الغدد التناسلية والعقم، حيث يعاني معظم الرجال المصابين بهذه المتلازمة من ضعف في إنتاج الحيوانات المنوية أو انعدامها.
تؤثر متلازمة كلاينفلتر بشكل سلبي على نمو الخصيتين وقد تؤثر أيضًا على نمو العضلات وشعر الجسم والوجه، وقد تسبب تضخم الثدي (التثدي) أيضًا. قد تؤثر المتلازمة أيضًا على النمو والمظهر العام، وقد تؤثر حتى على القدرات اللغوية والتعلمية. وعادةً ما لا يتم تشخيص المتلازمة حتى بلوغ الفرد.
تحدث متلازمة كلاينفلتر نتيجة لحدوث خطأ عشوائي أثناء تشكيل النطفة أو البويضة أو أثناء عملية الإخصاب وتشكيل البويضة الملقحة. يؤدي هذا الخطأ إلى إضافة صبغة الجنس X إلى الصيغة الصبغية للفرد، بحيث يكون لديه 47 صبغة، ثلاثة منها صبغات جنسية (XXY) بدلاً من 46 صبغة كما في الذكور الطبيعيين (صبغتان جنسيتان XY و 44 صبغة جسدية). قد لا يكون هذا الخطأ موجودًا في جميع خلايا الجسم، مما يؤدي إلى اختلاف شدة المتلازمة من فرد إلى آخر. ويُطلق على هذا التباين في الصيغة الصبغية اسم "الحالة الموزايكية"، وهي عبارة عن وجود مجموعات من الخلايا التي تحتوي على أكثر من نمط وراثي في نفس الفرد.
إن متلازمة كلاينفلتر ليست وراثية، بل تحدث نتيجة لحدوث خطأ جيني قبل أو أثناء الإلقاح. تتميز الأشخاص المصابين بالمتلازمة بمجموعة من الصفات العامة. في المرحلة الرضيعة، قد يعانون من عضلات ضعيفة وتأخر في تعلم الحركات والكلام، ويظهرون شخصية هادئة ومنصاعة. قد لا يحدث نزول الخصيتين إلى كيس الصفن.
في سن الطفولة والمراهقة، يلاحظ زيادة في طول القامة والأطراف بشكل أكبر من المعدل الطبيعي، وقصر في الجذع وزيادة اتساع الوركين. يحدث تأخر أو عدم حدوث البلوغ، وقلة في نمو العضلات وشعر الوجه والجسم. يتميزون بضعف العظام وضمور الخصية والعضو الذكري وتضخم الثديين ومشكلات نفسية واجتماعية. قد يواجهون صعوبة في التعلم وتظهر لديهم شخصية خجولة.
عند الرجال، تضاف إلى الأعراض المذكورة سابقًا، العقم وضعف الرغبة الجنسية وضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو انعدامها.
تشمل المضاعفات المحتملة للمتلازمة ارتفاع خطر الإصابة بالدوالي وسرطان الثدي وسرطانات الدم والعقد اللمفية وأمراض الرئة وأمراض المناعة الذاتية وزيادة الشحوم في البطن واضطراب الوظائف الجنسية.
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لهذه المتلازمة، إلا أن التشخيص المبكر يلعب دورًا هامًا في التخفيف من آثارها. تشمل الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمتابعة المرضى المصابين إعطاء هرمون التستوستيرون بديلاً للتستوستيرون الذي يفرزه الخصية وإزالة النسيج الزائد في الثدي وتوفير الدعم النفسي والمعالجة الفيزيائية.
فيما يتعلق بالخصوبة والإنجاب، فإن معظم المرضى لا يستطيعون الإنجاب نظرًا لانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية. ومع ذلك، يمكن مساعدة بعضهم في الإنجاب عن طريق حقن الحيوانات المنوية داخل البويضة.