الكسور عند الأطفال
تعتبر الكسور من الإصابات الشائعة عند الأطفال، نظرًا لطبيعتهم النشطة وميلهم للاستكشاف واللعب. وعلى الرغم من أن معظم الكسور تلتئم بشكل جيد مع العلاج المناسب، إلا أن التقييم الدقيق والسريع يلعب دورًا حاسمًا في ضمان أفضل النتائج وتجنب المضاعفات المحتملة.
يختلف تقييم الكسور عند الأطفال عن البالغين بسبب طبيعة عظامهم التي لا تزال في طور النمو والتطور. فالعظام الصغيرة تكون أكثر مرونة وأقل عرضة للكسر الكامل، مما قد يجعل التشخيص أكثر صعوبة. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يتمكن الأطفال الصغار من التعبير عن الألم أو تحديد موقعه بدقة، مما يتطلب من الأطباء الاعتماد على الفحص البدني والتصوير الإشعاعي لتحديد طبيعة الإصابة وشدتها.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل عملية تقييم الكسور عند الأطفال، بدءًا من الخطوات الأولية للفحص البدني ووصولًا إلى طرق التصوير المختلفة وخيارات العلاج المتاحة.
الفحص البدني
يعتبر الفحص البدني الخطوة الأولى والأكثر أهمية في تقييم الكسور عند الأطفال. يقوم الطبيب بجمع معلومات حول كيفية حدوث الإصابة والأعراض التي يعاني منها الطفل، مثل الألم، التورم، الكدمات، وصعوبة تحريك الطرف المصاب.
يشمل الفحص البدني ما يلي:
- فحص المظهر العام: يقوم الطبيب بملاحظة أي تشوهات واضحة في الطرف المصاب، مثل التورم، الكدمات، أو الجروح المفتوحة.
- الجس: يقوم الطبيب بالضغط بلطف على المنطقة المصابة لتحديد مكان الألم ووجود أي تشوهات في العظام.
- تقييم مدى الحركة: يقوم الطبيب بتحريك الطرف المصاب برفق لتقييم مدى الحركة ووجود أي قيود أو ألم.
- تقييم الأعصاب والأوعية الدموية: يتأكد الطبيب من سلامة الأعصاب والأوعية الدموية في الطرف المصاب عن طريق فحص النبض والإحساس.
التصوير الإشعاعي
بعد الفحص البدني، غالبًا ما يتم إجراء تصوير إشعاعي لتأكيد التشخيص وتحديد نوع الكسر وموقعه. تعتبر الأشعة السينية هي الطريقة الأكثر شيوعًا لتصوير الكسور، حيث أنها توفر صورًا واضحة للعظام.
أنواع التصوير الإشعاعي المستخدمة في تقييم الكسور عند الأطفال:
- الأشعة السينية العادية: توفر صورًا ثنائية الأبعاد للعظام وتساعد في تحديد الكسور الكاملة والنازحة.
- الأشعة المقطعية: توفر صورًا ثلاثية الأبعاد للعظام والأنسجة المحيطة بها، مما يساعد في تقييم الكسور المعقدة والكسور التي تشمل المفاصل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم موجات الراديو والمغناطيس لإنشاء صور مفصلة للأنسجة الرخوة، مثل الأربطة والأوتار والغضاريف، مما يساعد في تقييم إصابات الأنسجة الرخوة المصاحبة للكسور.
- الموجات فوق الصوتية: تستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنشاء صور للأنسجة الرخوة، وتساعد في تقييم الكسور عند الرضع والأطفال الصغار حيث تكون العظام لا تزال غضروفية.
تصنيف الكسور عند الأطفال
تصنف الكسور عند الأطفال بناء على عدة عوامل، بما في ذلك:
- نوع الكسر: كسور كاملة، كسور غير كاملة (الشعرية)، كسور مفتوحة (تخترق الجلد)، كسور مغلقة.
- موقع الكسر: كسور في عظام طويلة (مثل عظام الساق والذراع)، كسور في عظام مسطحة (مثل الجمجمة أو الحوض)، كسور في المفاصل.
- اتجاه الكسر: كسور عرضية، كسور طولية، كسور حلزونية، كسور مائلة.
- درجة النزوح: كسور غير نازحة، كسور نازحة جزئيًا، كسور نازحة كليًا.
يعتمد اختيار العلاج المناسب للكسر على نوعه وموقعه وشدته، بالإضافة إلى عمر الطفل وحالته الصحية العامة.
خيارات علاج الكسور
تهدف علاجات الكسور عند الأطفال إلى إعادة تنظيم العظام المكسورة وتثبيتها في مكانها الصحيح حتى تلتئم بشكل صحيح. تشمل خيارات العلاج الشائعة:
- التجبير: يستخدم الجبس لتثبيت العظام المكسورة في مكانها وتوفير الدعم والحماية أثناء عملية الشفاء.
- الجبيرة: تشبه الجبيرة الجبس ولكنها قابلة للإزالة، مما يسمح ببعض الحركة وتسهيل عملية التنظيف والعناية بالجلد.
- الرد المغلق: في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إعادة تنظيم العظام المكسورة يدويًا قبل وضع الجبس أو الجبيرة.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية في حالات الكسور المعقدة أو النازحة بشكل كبير، أو الكسور التي تشمل المفاصل. تستخدم الجراحة لتثبيت العظام المكسورة باستخدام أسلاك، مسامير، أو صفائح معدنية.
- العلاج الطبيعي: بعد إزالة الجبس أو الجبيرة، قد يحتاج الطفل إلى العلاج الطبيعي لاستعادة قوة العضلات ومرونة المفاصل ومدى الحركة.
تلتئم معظم الكسور عند الأطفال بشكل جيد مع العلاج المناسب، ولكن مدة الشفاء تختلف تبعًا لعمر الطفل ونوع الكسر وشدته. قد يستغرق الشفاء الكامل للكسور البسيطة بضعة أسابيع، بينما قد يستغرق الشفاء الكامل للكسور المعقدة عدة أشهر.
المتابعة والرعاية المنزلية
بعد علاج الكسر، من المهم متابعة الطفل بانتظام مع الطبيب للتأكد من أن العظام تلتئم بشكل صحيح. قد يحتاج الطفل إلى تصوير إشعاعي متابعة لتقييم عملية الشفاء.
تشمل نصائح الرعاية المنزلية للأطفال المصابين بكسور ما يلي:
- توفير الراحة والدعم للطفل.
- إعطاء الطفل مسكنات الألم حسب توجيهات الطبيب.
- رفع الطرف المصاب لتقليل التورم.
- وضع الثلج على المنطقة المصابة لتقليل الألم والتورم.
- اتباع تعليمات الطبيب بشأن العناية بالجبس أو الجبيرة.
- تشجيع الطفل على تحريك الأصابع أو القدمين لتجنب تيبس المفاصل.
- مساعدة الطفل على العودة إلى الأنشطة اليومية تدريجيًا حسب قدرته.
من المهم ملاحظة أن الأطفال المصابين بكسور قد يعانون من الألم والقلق. يجب على الآباء والأمهات تقديم الدعم العاطفي والنفسي للطفل ومساعدته على التكيف مع الإصابة.
نصيحة المجلة
يجب على الآباء والأمهات طلب الرعاية الطبية الفورية إذا اشتبهوا في إصابة طفلهم بكسر. التشخيص والعلاج المبكر يساعدان في ضمان الشفاء التام وتجنب المضاعفات المحتملة.