اضطرابات الأكل هي حالة صحية عقلية معقدة يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على حياة الفرد. من بين هذه الاضطرابات، يبرز فقدان الشهية العصبي كاضطراب خطير يهدد الحياة، ويتميز بانخفاض شديد في وزن الجسم وتشوه صورة الجسم. يمكن أن يكون لفقدان الشهية العصبي عواقب وخيمة على الصحة الجسدية والعقلية، مما يؤثر على العديد من جوانب حياة الشخص. ومع ذلك، فإن التعافي ممكن من خلال مجموعة من العلاجات والرعاية الداعمة. تهدف هذه المقالة، المنشورة في "مجلة الطب"، إلى تقديم دليل شامل للتعافي من فقدان الشهية العصبي، وتغطية مجموعة واسعة من المواضيع التي يحتاج الأشخاص المصابون وعائلاتهم إلى فهمها.
ما هو فقدان الشهية العصبي؟
فقدان الشهية العصبي، هو اضطراب في الأكل يتميز برفض الحفاظ على وزن الجسم عند مستوى صحي أو طبيعي. الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم خوف شديد من زيادة الوزن، وصورة مشوهة لأجسامهم، وإنكار لخطورة انخفاض وزنهم. يمكن أن يؤدي فقدان الشهية العصبي إلى مضاعفات طبية خطيرة، وحتى الوفاة في الحالات الشديدة.
عادة ما ينطوي فقدان الشهية العصبي على تقييد شديد للسعرات الحرارية، وقد يلجأ الأفراد أيضًا إلى طرق أخرى لإنقاص الوزن، مثل التمارين المفرطة أو إساءة استخدام المليّنات أو مدرات البول. يمكن أن يحدث هذا الاضطراب في أي عمر، ولكنه غالبًا ما يبدأ خلال سنوات المراهقة أو أوائل العشرينات. وهو أكثر شيوعًا لدى الإناث، على الرغم من أن الذكور يمكن أن يتأثروا أيضًا.
أعراض وعلامات فقدان الشهية العصبي
هناك العديد من العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى أن شخصًا ما يعاني من فقدان الشهية العصبي. تشمل الأعراض الجسدية الواضحة ما يلي:
- فقدان الوزن الشديد والواضح
- انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم
- جفاف الجلد والشعر الهش
- نمو شعر خفيف على الجسم كله (زغب)
- الإمساك وآلام المعدة
- الشعور بالبرد باستمرار
- انقطاع الطمث لدى النساء
بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر بعض العلامات السلوكية والعاطفية، مثل:
- الخوف الشديد من زيادة الوزن
- إنكار الجوع أو ادعاء الشبع بعد تناول كميات صغيرة
- الانسحاب الاجتماعي، خاصة عند تناول الطعام مع الآخرين
- الاكتئاب والقلق والمزاجية
- الانشغال الدائم بالطعام والوصفات والوجبات
- ممارسة الطقوس حول الطعام، مثل تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة جدًا
الأسباب الكامنة وراء فقدان الشهية العصبي
فقدان الشهية العصبي هو اضطراب معقد ذو أسباب متعددة. في حين أن العوامل الدقيقة قد تختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تسهم بشكل شائع في تطور هذا الاضطراب. وتشمل هذه:
- العوامل الوراثية: تشير الأبحاث إلى أن الجينات تلعب دورًا في زيادة احتمالية إصابة الشخص بفقدان الشهية العصبي.
- العوامل البيولوجية: قد تؤثر الاختلافات في كيمياء الدماغ وناقلات عصبية معينة على السيطرة على الشهية والمزاج.
- القضايا النفسية: غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي من مشاكل نفسية كامنة، مثل القلق أو الاكتئاب أو تدني احترام الذات.
- العوامل الثقافية والاجتماعية: يمكن أن تؤثر الضغوط الاجتماعية والثقافية، مثل التأكيد على النحافة كمعيار للجمال، على تطور فقدان الشهية العصبي.
- تاريخ الصدمة: قد تؤدي الصدمات أو الأحداث المؤلمة في الحياة، خاصة خلال سنوات المراهقة، إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل.
- تأثير الأقران: يمكن أن يؤثر الأقران، وخاصة في سن المراهقة، على المواقف والسلوكيات تجاه الطعام والوزن.
تأثيرات فقدان الشهية العصبي على الصحة
يمكن أن يكون لفقدان الشهية العصبي عواقب وخيمة على الجسم، مما يؤثر على العديد من الأجهزة والأعضاء. تشمل التأثيرات الصحية ما يلي:
- مشاكل القلب: يمكن أن يؤدي فقدان الشهية العصبي إلى انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما قد يؤدي إلى فشل القلب.
- مشاكل الجهاز الهضمي: يمكن أن يؤدي نقص التغذية إلى الإمساك، وآلام المعدة، وحركة الأمعاء غير المنتظمة، وحتى تلف بطانة المعدة.
- فقدان العظام: يمكن أن يؤدي نقص المعادن والفيتامينات إلى ترقق العظام وهشاشتها، مما يزيد من خطر الكسور.
- مشاكل الأسنان: يمكن أن يؤدي التقيؤ المتكرر (إذا كان موجودًا) إلى تآكل مينا الأسنان والحساسية.
- الجفاف: يمكن أن يؤدي نقص السوائل إلى جفاف شديد، مما يؤثر على الجلد والشعر والكلى.
- العقم: يمكن أن تتوقف الدورة الشهرية لدى النساء (انقطاع الطمث)، مما يؤثر على الخصوبة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لفقدان الشهية العصبي تأثيرات نفسية كبيرة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج الأخرى. قد يعاني الأفراد أيضًا من صعوبات في التركيز واتخاذ القرار، ويمكن أن تؤدي العزلة الاجتماعية إلى الشعور بالوحدة واليأس.
البحث عن الرعاية الطبية والعلاج
الخطوة الأولى نحو التعافي هي الاعتراف بوجود مشكلة والبحث عن المساعدة المهنية. يمكن أن يكون هذا أمرًا صعبًا، حيث غالبًا ما ينكر الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي أنهم مرضى أو يحتاجون إلى المساعدة. ومع ذلك، فإن التدخل الطبي المبكر ضروري لمنع المضاعفات الصحية الخطيرة.
تشمل الرعاية الطبية الشاملة لعلاج فقدان الشهية العصبي ما يلي:
- التقييم الطبي: سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني وطلب الاختبارات المعملية لتقييم الحالة الصحية العامة واكتشاف أي مضاعفات.
- استعادة الوزن: الهدف الأولي للعلاج هو مساعدة الفرد على الوصول إلى وزن صحي. قد يتطلب هذا الإشراف الطبي، وفي الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري دخول المستشفى لضمان سلامة الفرد أثناء عملية استعادة الوزن.
- العلاج النفسي: يعد علاج القضايا العقلية الكامنة جزءًا أساسيًا من التعافي. يمكن أن تساعد العلاجات النفسية الفرد على مواجهة مشاعرهم والسلوكيات الضارة.
- العلاج الدوائي: في حين لا يوجد دواء محدد لعلاج فقدان الشهية العصبي، فقد يتم وصف الأدوية لعلاج الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات المزاج الأخرى التي قد تحدث.
استعادة الوزن الصحي: التغلب على خوفك من اكتساب الوزن
تعد استعادة الوزن الصحي جانبًا حاسمًا في التعافي من فقدان الشهية العصبي. ومع ذلك، غالبًا ما يكون هذا الجزء الأكثر صعوبة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. الخوف من اكتساب الوزن والتخلي عن السيطرة على الطعام يمكن أن يكون ساحقًا. فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك على التعامل مع هذه العملية:
- تذكر أن زيادة الوزن هي نتيجة ضرورية للتعافي. بدونها، ستستمر معاناتك من المضاعفات الصحية.
- ركز على فوائد زيادة الوزن، مثل زيادة الطاقة، وتحسين المزاج، وانخفاض القلق بشأن الطعام.
- اعمل مع أخصائي تغذية مرخص لوضع خطة غذائية تدريجية ومتوازنة. بهذه الطريقة، ستعرف أنك تكتسب الوزن بطريقة صحية.
- حدد أهدافًا صغيرة ويمكن تحقيقها. قد يكون من المفيد تقسيم عملية استعادة الوزن إلى أهداف أصغر، بحيث لا تشعر بالإرهاق.
- احتفل بإنجازاتك. كافئ نفسك على التقدم الذي تحرزه، ليس بالضرورة بالطعام، ولكن بطرق أخرى، مثل مشاهدة فيلمك المفضل أو شراء شيء كنت ترغب به دائمًا.
العلاج النفسي: مواجهة القضايا العاطفية الكامنة
العلاج النفسي هو جزء أساسي من التعافي من فقدان الشهية العصبي. يهدف هذا العلاج إلى مساعدتك على فهم ومعالجة القضايا العاطفية والسلوكية الكامنة التي تساهم في اضطراب الأكل. هناك العديد من أنواع العلاجات النفسية التي قد تكون مفيدة، بما في ذلك:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز هذا النوع من العلاج على تحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوك الضارة. سوف تتعلم استراتيجيات للتعامل مع الأفكار السلبية، وتحدي المعتقدات الضارة حول الطعام والوزن، وتطوير مهارات حل المشكلات.
- العلاج بين الأشخاص: يهدف هذا النهج إلى تحسين العلاقات والتواصل مع الآخرين. غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي من صعوبات في التعبير عن مشاعرهم أو طلب الدعم. يمكن أن يساعدك هذا النوع من العلاج على تطوير مهاراتك في التأكيد على نفسك، وإدارة النزاعات، وتعزيز علاقاتك مع العائلة والأصدقاء.
- العلاج الأسري: يمكن أن يلعب أفراد الأسرة دورًا مهمًا في التعافي. يركز هذا النوع من العلاج على تحسين التواصل والتفاعلات داخل الأسرة، ومعالجة أي ديناميكيات عائلية قد تساهم في اضطراب الأكل.
- العلاج النفسي القائم على التقبل والالتزام (ACT): يركز هذا النهج على قبول المشاعر والأفكار السلبية بدلاً من محاربتها. سوف تتعلم كيفية فصل نفسك عن هذه المشاعر والتركيز على القيم والأهداف التي تهمك.
الدعم الأسري والصداقة: أهمية العلاقات في التعافي
يمكن أن يلعب أفراد العائلة والأصدقاء المقربون دورًا حاسمًا في مساعدة أحبائهم على التعافي من فقدان الشهية العصبي. غالبًا ما يكون الدعم والتفهم من هؤلاء الأشخاص المقربين حاسمين في رحلة التعافي. فيما يلي كيفية مساعدة أحبائك:
- تعلم عن الاضطراب: كلما زادت معرفتك بفقدان الشهية العصبي، زاد فهمك لما يمر به الشخص. تعرف على الأعراض والأسباب والعلاجات حتى تتمكن من تقديم الدعم الفعال.
- تقديم الدعم العاطفي: غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي بالوحدة والقلق. كن متاحًا للاستماع دون إصدار أحكام، وقدم التشجيع والتعاطف. تذكر أن الشفاء يستغرق وقتًا، لذا كن صبورًا خلال العملية.
- المساعدة في الوجبات: يمكن أن تكون الوجبات أوقاتًا مرهقة للغاية. قدم المساعدة من خلال تناول الطعام معًا، وخلق بيئة خالية من الضغوط، وحتى المساعدة في إعداد وجبات صحية ومغذية.
- تشجيع العلاج: شجع حبيبك على طلب المساعدة المهنية والالتزام بخطة العلاج. يمكنك حتى مرافقتهم إلى المواعيد الطبية أو جلسات العلاج إذا لزم الأمر.
- رعاية نفسك: تذكر أن رعاية شخص مصاب باضطراب في الأكل يمكن أن يكون مرهقًا. من المهم أن تهتم بنفسك جسديًا وعاطفيًا. ابحث عن دعمك الخاص، سواء من العائلة والأصدقاء أو مجموعات الدعم.
التغلب على اضطرابات الأكل المتعلقة بالطعام
يمكن أن يكون تناول الطعام تحديًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي. قد تواجه مجموعة متنوعة من المخاوف والمشاعر السلبية حول الطعام، مثل الخوف من الأطعمة "غير الآمنة" أو القلق بشأن فقدان السيطرة. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على التعامل مع هذه الاضطرابات:
- التخلص التدريجي من الأطعمة المحظورة: ابدأ بإضافة أطعمة جديدة تدريجيًا إلى نظامك الغذائي. ابدأ بكميات صغيرة، وزد الكمية بمرور الوقت.
- إنشاء هيكل لتناول الطعام: قم بإنشاء جدول زمني منتظم للوجبات والوجبات الخفيفة. قد يساعدك ذلك على الشعور بمزيد من السيطرة وتقليل القلق بشأن الطعام.
- خطط لوجباتك: خطط لوجباتك مقدمًا حتى تعرف بالضبط ما الذي ستأكله. يمكن أن يساعدك هذا في تقليل القلق وتجنب اللحظات الأخيرة المرتجلة.
- تجنب قياس السعرات الحرارية: تجنب حساب السعرات الحرارية أو قياس الطعام بدقة. بدلاً من ذلك، ركز على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية والاستماع إلى إشارات الجوع والشبع لديك.
- تناول الطعام مع الآخرين: تناول الطعام مع العائلة أو الأصدقاء يمكن أن يساعد في تقليل القلق وخلق تجربة تناول طعام إيجابية.
- تعامل مع الانتكاسات: من الطبيعي أن تكون هناك انتكاسات على طول الطريق. إذا وجدت نفسك تتراجع إلى عادات الأكل القديمة، فلا تستسلم. اعترف بالانتكاس، وحاول فهم ما الذي أدى إليه، ثم عد إلى مسارك.
نصائح غذائية للتعافي من فقدان الشهية العصبي
يمكن أن يساعدك أخصائي التغذية المسجل في إنشاء خطة غذائية مخصصة لدعم تعافيك. فيما يلي بعض النصائح الغذائية العامة لمساعدتك على استعادة عافية جسمك:
- التركيز على الأطعمة المغذية: اختر الأطعمة الغنية بالمغذيات، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. هذه الأطعمة توفر الفيتامينات والمعادن الأساسية التي يحتاجها جسمك للتعافي.
- إعادة تقديم الأطعمة تدريجيا: إذا كنت قد تجنبت أنواعًا معينة من الأطعمة، فقدمها تدريجياً مرة أخرى إلى نظامك الغذائي. ابدأ بكميات صغيرة، وزد الكمية بمرور الوقت.
- تناول الطعام بانتظام: تناول الطعام في أوقات منتظمة طوال اليوم. قد يساعد هذا في تنظيم مستويات الطاقة لديك، وتقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام، والحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم.
- لا تقم بحذف أي مجموعات غذائية: يحتاج جسمك إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية. لا تستبعد أي مجموعة غذائية ما لم يوص أخصائي التغذية بذلك لأسباب طبية.
- رطب جسمك: تأكد من شرب كمية كافية من السوائل، خاصة الماء. يمكن أن يؤدي الجفاف إلى تفاقم المضاعفات الصحية، لذا تأكد من ترطيب جسمك بشكل كاف.
- كن صبورا مع نفسك: تذكر أن التعافي يستغرق وقتًا، وقد يستغرق جسمك بعض الوقت للتكيف مع نظامك الغذائي الجديد. لا تستسلم إذا لم تشعر بالتحسن على الفور، واستمر في الالتزام بخطة الأكل الصحية الخاصة بك.
أسلوب الحياة الصحي: ممارسة الرياضة والاسترخاء
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يكون لها فوائد متعددة لصحتك الجسدية والعقلية. ومع ذلك، فإن ممارسة الرياضة أثناء التعافي من فقدان الشهية العصبي تتطلب نهجًا حذرًا. فيما يلي بعض الإرشادات لممارسة الرياضة بطريقة صحية:
- استشر أخصائي الرعاية الصحية: قبل بدء أي روتين للتمارين الرياضية، من المهم مناقشة خططك مع طبيبك أو أخصائي الرعاية الصحية. يمكنهم تقديم المشورة بشأن نوع التمارين المناسب لك وكثافتها ومدتها.
- ابدأ ببطء: ابدأ بتمارين خفيفة إلى معتدلة، مثل المشي أو اليوجا أو السباحة. ابدأ بجلسات قصيرة، وزد تدريجياً شدة التمرين ومدته بمرور الوقت.
- ركز على الصحة، وليس فقدان الوزن: الهدف من ممارسة الرياضة أثناء التعافي هو تحسين صحتك العامة، وليس إنقاص الوزن. ركز على فوائد التمارين الرياضية، مثل زيادة الطاقة، وتحسين المزاج، وتقوية جسمك.
- كن حذرًا بشأن التمارين المفرطة: يمكن أن تؤدي التمارين المفرطة إلى انتكاسة، لذا كن على دراية بعلامات التحذير. يشمل ذلك ممارسة الرياضة لفترات طويلة، أو زيادة كثافة التمرين بسرعة، أو الشعور بالذنب عند تخطي التمرين.
- الاستماع إلى جسمك: تعلم الاستماع إلى إشارات جسمك. توقف عن ممارسة أي نشاط إذا شعرت بألم أو إرهاق أو دوار. تذكر أن هدفك هو احترام جسمك ورعايته.
- جرب الأنشطة التي تستمتع بها: اختر الأنشطة التي تستمتع بها والتي تجعلك تشعر بالرضا. يمكن أن يساعدك ذلك على البقاء متحمسًا ومتحمسًا لممارسة الرياضة بانتظام. قد تشمل هذه الأنشطة الرقص أو ركوب الدراجات أو حتى رياضات الفريق.
بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، فإن ممارسات الاسترخاء مهمة أيضًا لصحتك العقلية. يمكن أن يساعدك التعافي من فقدان الشهية العصبي على إدارة الإجهاد والقلق، مما يساهم في رفاهيتك العامة. فيما يلي بعض الطرق للاسترخاء:
- التأمل والتنفس العميق: خصص وقتًا للتأمل أو ممارسة تقنيات التنفس العميق. يمكن أن يساعد ذلك على تهدئة عقلك وجسمك، وتقليل التوتر، وتحسين النوم.
- اليوجا والتاي تشي: جرب ممارسة اليوجا أو التاي تشي، والتي تجمع بين الحركة البطيئة والتنفس والتأمل. يمكن أن تساعد هذه الممارسات على تحسين المرونة والتوازن، بالإضافة إلى تعزيز الهدوء العقلي.
- ممارسة الهوايات: شارك في الأنشطة أو الهوايات التي تستمتع بها وتساعدك على الاسترخاء. قد يشمل ذلك القراءة أو الرسم أو الكتابة أو الاستماع إلى الموسيقى أو قضاء الوقت في الطبيعة.
- العلاج بالفن أو الموسيقى: يمكن أن تكون الفنون أو العلاج بالموسيقى طرقًا فعالة للتعبير عن مشاعرك والاسترخاء. قد يشمل ذلك الرسم أو النمذجة أو كتابة الأغاني أو مجرد الاستماع إلى الموسيقى التي تستمتع بها.
- قضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة: يمكن أن يكون للحيوانات الأليفة تأثير مهدئ، لذا خصص بعض الوقت للعب مع حيوانك الأليف أو مجرد الجلوس والاسترخاء بجانبه.
- ممارسة الرعاية الذاتية: اهتم بنفسك من خلال ممارسات الرعاية الذاتية، مثل الحصول على تدليك أو حمام مريح أو حتى الحصول على قيلولة أثناء النهار.
الوقاية من الانتكاس: الحفاظ على التعافي على المدى الطويل
الانتكاسات شائعة أثناء التعافي من فقدان الشهية العصبي. ومع ذلك، يمكنك اتخاذ خطوات للحد من خطر الانتكاس والحفاظ على تعافيك على المدى الطويل. فيما يلي بعض الاستراتيجيات:
- استمر في العلاج: حتى بعد التعافي، من المهم الاستمرار في العلاج والمتابعة المنتظمة. يمكن أن يساعدك ذلك على إدارة أي مشاكل مستمرة، ومعالجة أي محفزات جديدة، وتعزيز مهاراتك في التعامل مع المواقف الصعبة.
- تطوير استراتيجيات المواجهة الصحية: تعلم كيفية التعامل مع التوتر والقلق والعواطف القوية بطرق صحية. قد يشمل ذلك ممارسات مثل التأمل أو ممارسة الرياضة أو التحدث مع صديق موثوق به.
- إنشاء جدول زمني منتظم: الحفاظ على جدول زمني منتظم لتناول الطعام والنوم وممارسة الرياضة يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والحفاظ على استقرار حالتك المزاجية.
- تجنب المحفزات: حدد المحفزات التي قد تؤدي إلى انتكاسة، مثل مواقع الويب التي تعزز فقدان الوزن أو الأصدقاء الذين يتحدثون باستمرار عن الحميات الغذائية. قلل تعرضك لهذه المحفزات أو تجنبها قدر الإمكان.
- بناء نظام دعم قوي: وجود نظام دعم قوي من العائلة والأصدقاء يمكن أن يساعدك على البقاء في المسار الصحيح. ابحث عن أشخاص يمكنهم تقديم التشجيع والتفهم والدعم عندما تحتاج إليه.
- كن لطيفًا مع نفسك: التعافي هو رحلة، وهناك أيام جيدة وسيئة. كن لطيفًا مع نفسك إذا واجهت انتكاسة، وتعلم من التجربة، واستخدمها كدافع للعودة إلى مسارك الصحي.
- خطط للمستقبل: فكر في المواقف أو الأحداث المستقبلية التي قد تشكل تحديًا، مثل العطلات أو المناسبات الاجتماعية. خطط مسبقًا لكيفية التعامل مع هذه المواقف، وناقش خطتك مع أخصائي الرعاية الصحية أو معالجك.
استشارة أخصائي التغذية: وضع خطة غذائية شخصية
العمل مع أخصائي تغذية مسجل هو جزء أساسي من التعافي من فقدان الشهية العصبي. سيقوم أخصائي التغذية بإجراء تقييم شامل لاحتياجاتك الغذائية، مع مراعاة حالتك الصحية الحالية وأهدافك وعلاقتك بالطعام. فيما يلي ما يمكن توقعه من استشارة أخصائي التغذية:
- التقييم الأولي: سيقوم أخصائي التغذية بإجراء مقابلة مفصلة وفحص جسدي لتقييم حالتك الغذائية. قد يشمل ذلك مناقشة تاريخك الغذائي، وأنماط الأكل الحالية، وأي مخاوف أو أهداف غذائية محددة لديك.
- تحديد الأهداف: سوف تعمل مع أخصائي التغذية لتحديد أهداف غذائية واقعية ومحددة. قد تشمل هذه الأهداف زيادة استهلاك السعرات الحرارية، أو إضافة أطعمة مغذية، أو إنشاء جدول زمني منتظم للوجبات.
- وضع خطة غذائية: سيقوم أخصائي التغذية بوضع خطة غذائية مخصصة لاحتياجاتك وأهدافك. سيشمل ذلك توصيات غذائية محددة، مثل مجموعات الطعام التي يجب تضمينها، وكميات الطعام، وأوقات الوجبات.
- التعليم الغذائي: سوف تتعلم عن التغذية السليمة وكيفية تلبية احتياجات جسمك. قد يشمل ذلك مناقشة مجموعات الطعام، وقراءة الملصقات الغذائية، وفهم المغذيات الأساسية التي يحتاجها جسمك.
- المراقبة والمتابعة: سوف يقوم أخصائي التغذية بمراقبة تقدمك بمرور الوقت، وإجراء التعديلات اللازمة على خطتك الغذائية. قد يشمل ذلك مراقبة وزنك، ومستويات الطاقة لديك، وأي أعراض جسدية أو عقلية أخرى.
- الدعم والإرشاد: يمكن لأخصائي التغذية أيضًا تقديم الدعم والإرشاد أثناء تعلمك كيفية التعامل مع القضايا المتعلقة بالطعام. يمكنهم مساعدتك في مواجهة خوفك من بعض الأطعمة، وتطوير علاقة صحية مع الطعام، وإدارة أي مشاعر أو سلوكيات صعبة.
- التعاون مع فريق الرعاية الصحية: يعمل أخصائي التغذية عادةً بالتعاون مع أطباءك ومعالجين آخرين لضمان حصولك على رعاية شاملة. قد يشمل ذلك مشاركة المعلومات والتوصيات لضمان تلبية جميع احتياجاتك أثناء التعافي
نصيحة مجلة الطب
فقدان الشهية العصبي هو اضطراب خطير في الأكل، ولكنه قابل للعلاج. التعافي رحلة فردية، ولا يوجد نهج "يناسب الجميع". قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على المسار الصحيح للتعافي، لذا كن صبورًا ولطيفًا مع نفسك. لا تخف من طلب المساعدة، فالعديد من المتخصصين موجودون لدعمك خلال هذه العملية.
تذكر أن التعافي لا يتعلق فقط باستعادة الوزن، بل يتعلق أيضًا بمعالجة القضايا العقلية والانفعالية الكامنة. من خلال الجمع بين الرعاية الطبية، والعلاج النفسي، والدعم الأسري، والاستراتيجيات الغذائية الصحية، يمكنك أن تتعافى من فقدان الشهية العصبي وتعيش حياة كاملة ومرضية. لا تتردد في طلب المساعدة، لأنك تستحق الصحة والسعادة.
المصادر والمراجع
- "فقدان الشهية العصبي"، المعهد الوطني للصحة العقلية،
- "دليل التعافي من اضطرابات الأكل"، المؤسسة الوطنية لاضطرابات الأكل،
- "فهم فقدان الشهية العصبي"، جمعية اضطرابات الأكل الأمريكية،
- "العلاج النفسي لفقدان الشهية العصبي"، مايو كلينك،
- "التعافي من اضطرابات الأكل: دليل للمرضى وعائلاتهم"، الأكاديمية الوطنية للطب،
- "نصائح غذائية للتعافي من فقدان الشهية"، خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة،
- "ممارسة الرياضة أثناء التعافي من اضطرابات الأكل"، مؤسسة Beat Eating Disorders،
- "دور العائلة والأصدقاء في التعافي من اضطرابات الأكل"، مؤسسة Eating Disorders Hope،
- "أخصائي التغذية وعلاج اضطرابات الأكل"، أكاديمية التغذية وعلم التغذية،