على الرغم من أن هذه المصطلحات قد تبدو متشابهة، إلا أن هناك اختلافات مهمة بين "العدوى" (Infection) و"الالتهاب" (Inflammation) و"تسمم الدم" (Sepsis). في هذا المقال، سنشرح الفروقات الأساسية بين هذه المصطلحات وكيف يمكن أن تؤثر على الجسم بطرق مختلفة.
العدوى (Infection):
تحدث العدوى أو الخمج عندما تغزو الكائنات الدقيقة الضارة، مثل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، جسم الإنسان. ولا يشترط أن تسبب هذه الكائنات الغازية استجابة التهابية ملحوظة. يمكن أن تدخل هذه الكائنات إلى الجسم عن طريق التنفس أو ملامسة الجلد أو حتى عبر الدم. ومن الأمثلة الشائعة للعدوى البكتيرية التهاب الحلق، بينما يعد الإنفلونزا مثالًا على العدوى الفيروسية.
الالتهاب (Inflammation):
الالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للعدوى أو الإصابة. يحدث الالتهاب عندما ترسل خلايا الجسم إشارات إلى جهاز المناعة لبدء عملية الشفاء. تتجمع كريات الدم البيضاء في موقع الإصابة أو العدوى، مما يؤدي إلى تورم واحمرار وألم في المنطقة المصابة. يساعد الالتهاب على حماية الجسم من المزيد من الضرر وإزالة أي نسيج تالف.
يمكن أن يحدث الالتهاب أيضًا في حالة عدم وجود عدوى. تحدث أمراض المناعة الذاتية، مثل الروماتيزم والذئبة، عندما يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى أعراض التهابية مثل تورم المفاصل وارتفاع درجة الحرارة.
تسمم الدم (Sepsis):
تسمم الدم أو إنتان الدم، هو حالة خطيرة تهدد الحياة وتحدث عندما تنتشر الاستجابة الالتهابية في جميع أنحاء الجسم استجابةً للعدوى. تطلق الخلايا المناعية مواد كيميائية في مجرى الدم لمحاربة العدوى، ولكن في حالة تسمم الدم، يمكن أن تسبب هذه المواد الكيميائية تلفًا للأعضاء الحيوية. قد يعاني المريض من انخفاض خطير في ضغط الدم، مما يؤدي إلى حالة تسمى "الصدمة الإنتانية" والتي تتطلب علاجًا طبيًا طارئًا.
في حين أن العدوى قد لا تسبب دائمًا أعراضًا ملحوظة، إلا أن الالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية لمحاربة العدوى أو الإصابة. ومع ذلك، عندما تخرج الاستجابة الالتهابية عن السيطرة، يمكن أن تؤدي إلى حالة خطيرة تسمى تسمم الدم، والتي تتطلب عناية طبية فورية.