كيفية التعامل مع نزلات البرد في الصيف وأسبابها المحتملة

كيفية التعامل مع نزلات البرد في الصيف وأسبابها المحتملة

على الرغم من ارتباط نزلات البرد عادةً بالشتاء، إلا أن الإصابة بها في الصيف شائعة أكثر مما تظن. قد يكون التعامل مع البرد في الطقس الحار محيراً، خاصة عندما يتعلق الأمر باختيار الملابس المناسبة وتناول المشروبات المناسبة. علاوة على ذلك، قد يكون من الصعب التمييز بين أعراض البرد وأعراض الإنفلونزا الصيفية. في هذا المقال، سنكشف النقاب عن كل ما تحتاج إلى معرفته حول نزلات البرد الصيفية، بدءاً من أسبابها وعلاماتها إلى العلاجات المنزلية الفعالة والاستراتيجيات الوقائية. لذلك، سواء كنت تعاني حالياً من البرد أو ترغب في الاستعداد لموسم الصيف، فإن هذا الدليل سيكون مرجعك الشامل.

ما هي نزلات البرد الصيفية؟

نزلات البرد الصيفية، هي حالات شائعة تحدث عندما يصاب الشخص بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي العلوي خلال موسم الصيف. على الرغم من أن مصطلح "نزلة برد" يستخدم لوصف هذه الحالة، إلا أنها لا ترتبط بالطقس البارد مباشرة. يمكن أن تحدث هذه العدوى في أي موسم، ولكن يشار إليها على وجه التحديد باسم "نزلات البرد الصيفية" عندما تحدث خلال الأشهر الأكثر دفئاً.

أسباب الإصابة بنزلات البرد في الصيف:

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الإصابة بنزلات البرد في الصيف شائعة. تشمل هذه الأسباب ما يلي:

  • فيروسات مختلفة: تنتشر فيروسات مختلفة خلال موسم الصيف، والتي يمكن أن تسبب أعراض البرد. هذه الفيروسات قد تكون أكثر مقاومة للطقس الحار، مما يسمح لها بالبقاء نشطاء والتسبب في العدوى.
  • التجمعات الاجتماعية: خلال فصل الصيف، يميل الناس إلى المشاركة في المزيد من التجمعات الاجتماعية، مثل الحفلات الشاطئية وحفلات الحدائق والتخييم. في هذه التجمعات، يكون احتمال التعرض للفيروسات التي يصاب بها الآخرون أكبر، مما يزيد من فرص الإصابة بالبرد.
  • السفر: موسم الصيف هو موسم العطلات والسفر. عند السفر، خاصة في الطائرات أو القطارات أو الحافلات، تكون على اتصال وثيق مع العديد من الأشخاص من مختلف المناطق. وهذا يزيد من فرص تعرضك لفيروسات مختلفة يمكن أن تسبب البرد.
  • التكييف: يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للهواء البارد من مكيفات الهواء إلى إضعاف جهازك المناعي وجعلك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية.
  • الحساسية الموسمية: يمكن أن تسبب الحساسية الموسمية، مثل حمى القش، أعراضاً مشابهة لنزلات البرد، بما في ذلك سيلان الأنف والعطس والتهاب الحلق. في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي الحساسية أيضاً إلى إضعاف جهازك المناعي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالبرد.

علامات وأعراض برد الصيف:

قد تكون أعراض برد الصيف مشابهة لأعراض البرد في الشتاء، ولكنها قد تختلف قليلاً في شدتها ومدتها. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • سيلان الأنف أو انسداده
  • العطس المتكرر
  • التهاب الحلق
  • السعال
  • الصداع
  • التعب والإرهاق
  • آلام الجسم
  • الحمى المنخفضة
  • فقدان الشهية

في بعض الحالات، قد تعاني أيضاً من أعراض في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والغثيان.

من المهم ملاحظة أن أعراض البرد عادة ما تكون أقل حدة مقارنة بأعراض الإنفلونزا. إذا كنت تعاني من حمى شديدة، وآلام في الجسم، وصداع شديد، وإرهاق شديد، فقد تكون مصاباً بالإنفلونزا بدلاً من البرد.

كيف تختلف إنفلونزا الصيف عن نزلات البرد؟

على الرغم من أن الإنفلونزا ونزلات البرد قد تتشارك في بعض الأعراض، إلا أنهما مرضان مختلفان. إليك كيف يمكنك التمييز بينهما:

  • الأعراض: كما ذكرنا سابقاً، تميل أعراض الإنفلونزا إلى أن تكون أكثر شدة مقارنة بنزلات البرد. بالإضافة إلى أعراض البرد الشائعة، قد تعاني أيضاً من حمى عالية، وآلام شديدة في الجسم، وصداع شديد، وإرهاق شديد، وسعال جاف.
  • المسببات: تسبب الإنفلونزا فيروسات الإنفلونزا، في حين أن نزلات البرد يمكن أن تسببها أكثر من 200 فيروس مختلف، معظمها من فيروسات الرينو.
  • فترة الحضانة: فترة الحضانة للإنفلونزا أقصر، عادة ما تكون من يوم إلى أربعة أيام. وهذا يعني أن الأعراض تظهر بشكل أسرع بعد التعرض للفيروس. من ناحية أخرى، قد تستغرق أعراض البرد عدة أيام لتتطور.
  • المضاعفات: يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية موجودة مسبقاً. قد تشمل هذه المضاعفات الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الجيوب الأنفية، ومضاعفات في القلب أو الرئتين. في حين أن نزلات البرد أقل احتمالاً أن تؤدي إلى مثل هذه المضاعفات.
  • العلاج: قد يصف الطبيب مضادات فيروسية لعلاج الإنفلونزا، خاصة إذا تم تشخيصها في المراحل المبكرة. هذه الأدوية يمكن أن تساعد في تقليل شدة الأعراض وتقصير مدة المرض. لا يوجد علاج محدد لنزلات البرد، ولكن يمكن علاج الأعراض باستخدام العلاجات المنزلية والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.

علاجات منزلية لنزلات البرد الصيفية:

يمكن أن تساعد العلاجات المنزلية البسيطة في تخفيف أعراض برد الصيف وجعل التعافي أكثر راحة. إليك بعض النصائح المفيدة:

  • الراحة: الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم يساعد جسمك على مكافحة العدوى. خذ قيلولة خلال النهار إذا استطعت، واذهب إلى النوم مبكراً في الليل.
  • السوائل: اشرب الكثير من السوائل للحفاظ على ترطيب جسمك. الماء، والشاي الدافئ، وعصائر الفاكهة الطازجة كلها خيارات ممتازة. تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو كميات كبيرة من السكر، لأنها يمكن أن تسبب الجفاف.
  • حساء الدجاج: حساء الدجاج الساخن ليس مجرد أسطورة قديمة. إنه مرطب ويمكن أن يساعد في تخفيف الاحتقان. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي حساء الدجاج على خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن يوفر لجسمك العناصر الغذائية التي يحتاجها للتعافي.
  • الغرغرة بالماء المالح: إذا كنت تعاني من التهاب الحلق، فإن الغرغرة بالماء الدافئ والملح يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والالتهاب.
  • استنشاق البخار: البخار الدافئ يمكن أن يساعد في تخفيف الاحتقان وإزالة المخاط من الممرات الأنفية. املأ وعاء بالماء الساخن، وأضف بضع قطرات من زيت الأوكالبتوس أو المنثول، ثم استنشق البخار مع تغطية رأسك بمنشفة.
  • الأعشاب والتوابل: بعض الأعشاب والتوابل، مثل الزنجبيل والقرفة والكركم، لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للفيروسات. أضفها إلى طعامك أو مشروباتك لتعزيز التعافي.
  • فيتامين سي: زيادة تناول فيتامين سي يمكن أن تعزز جهازك المناعي وتساعد جسمك على مكافحة العدوى. تناول الفواكه الحمضية، أو جرب مكملات فيتامين سي بعد استشارة الطبيب.

المشروب السحري: وصفة فعالة لعلاج البرد:

إليك وصفة لمشروب سحري يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض البرد وتعزيز التعافي:

المكونات:

  • 1 ملعقة كبيرة من العسل
  • 1 ملعقة صغيرة من الزنجبيل المبشور
  • 1 ملعقة صغيرة من القرفة المطحونة
  • عصير نصف ليمونة طازجة
  • 1 كوب من الماء الدافئ

التحضير:

امزج جميع المكونات في كوب كبير. قلّب جيداً حتى يذوب العسل ويختلط الزنجبيل والقرفة جيداً. اشرب هذا المشروب 2-3 مرات في اليوم للحصول على أفضل النتائج.

ملاحظة: لا تعط هذا المشروب للأطفال دون سن عام واحد، لأن العسل قد يحتوي على أبواغ البكتيريا التي يمكن أن تسبب التسمم السجقي عند الرضع.

علامات خروج البرد من الجسم:

بعد الإصابة بنزلة برد، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تشعر بالتحسن الكامل. إليك بعض العلامات التي تشير إلى أن البرد يخرج من جسمك:

  • انخفاض شدة الأعراض: ستلاحظ أن أعراضك تصبح أقل حدة مع مرور الوقت. سيتحسن التهاب الحلق، وسيخف سيلان الأنف، وسيقل السعال.
  • زيادة الطاقة: ستشعر بزيادة مستويات الطاقة لديك، ولن تشعر بالإرهاق كما كنت من قبل. ستتمكن من القيام بأنشطتك اليومية دون الشعور بالتعب المفرط.
  • تحسن الشهية: سيعود شهيتك إلى طبيعتها، وستتمكن من تناول الطعام بشكل طبيعي. قد تلاحظ أيضاً أن الأطعمة تبدو أكثر جاذبية من قبل.
  • انخفاض الحمى: إذا كنت تعاني من الحمى، فستلاحظ انخفاضاً في درجة حرارة جسمك وعودة إلى المعدل الطبيعي.
  • اختفاء الاحتقان: سيبدأ الاحتقان في التخفيف، وستتمكن من التنفس بسهولة أكبر. سيصبح المخاط أقل سمكاً وأكثر وضوحاً، وقد تلاحظ أيضاً انخفاضاً في السعال.

الوقاية من نزلات البرد المتكررة:

إذا كنت تعاني من نزلات برد متكررة، سواء في الصيف أو الشتاء، فهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها للحد من خطر الإصابة:

  • اغسل يديك بشكل متكرر: غسل اليدين بشكل صحيح وبانتظام هو أحد أفضل الطرق لمنع انتشار الجراثيم والفيروسات. اغسل يديك بالصابون والماء لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد السعال أو العطس، وقبل تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام.
  • تجنب لمس وجهك: يمكن للفيروسات أن تدخل جسمك من خلال عينيك وأنفك وفمك. تجنب لمس وجهك، خاصة إذا كنت على اتصال مع أسطح ملوثة أو أشخاص مصابين.
  • حافظ على نظام غذائي صحي: اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالفواكه والخضروات الطازجة يمكن أن يعزز جهازك المناعي. ركز على الأطعمة الغنية بفيتامين سي، مثل البرتقال والفراولة والفلفل الأحمر، والأطعمة الغنية بالزنك، مثل اللحوم الحمراء الخالية من الدهن والمأكولات البحرية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: النشاط البدني المنتظم يمكن أن يعزز جهازك المناعي ويحسن صحتك العامة. حاول ممارسة التمارين المعتدلة، مثل المشي أو السباحة، لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
  • الحصول على قسط كاف من النوم: النوم مهم للحفاظ على صحة جهازك المناعي. يهدف إلى الحصول على 7-9 ساعات من النوم المتواصل كل ليلة.
  • إدارة الإجهاد: يمكن أن يؤثر الإجهاد سلباً على جهازك المناعي. جرب تقنيات إدارة الإجهاد، مثل التأمل أو اليوغا أو التنفس العميق، للبقاء هادئاً واستعادة التوازن في حياتك.
  • التطعيم: اسأل طبيبك عما إذا كنت مؤهلاً للحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي. على الرغم من أن اللقاح لا يحمي ضد نزلات البرد، إلا أنه يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالإنفلؤنزا، والتي قد يكون لها أعراض مماثلة.

نصائح "مجلة الطب" للتعامل مع البرد الصيفي

إليك بعض النصائح الإضافية من "مجلة الطب" للتعامل مع البرد الصيفي والوقاية منه:

  • ابق رطباً: الترطيب الجيد ضروري للتعافي من البرد والحفاظ على صحة جهازك المناعي. اشرب الماء بانتظام طوال اليوم، وحاول تناول الأطعمة المرطبة، مثل البطيخ والخيار.
  • راقب الأعراض: إذا لم تتحسن أعراضك بعد أسبوع، أو إذا ساءت، فاستشر طبيبك. قد تكون هناك عدوى بكتيرية ثانوية أو مضاعفات أخرى تتطلب علاجاً طبياً.
  • تجنب المضادات الحيوية: لا تقم بإيذاء البكتيريا الجيدة في جسمك عن طريق تناول المضادات الحيوية لعلاج البرد. تذكر أن البرد ناتج عن عدوى فيروسية، والمضادات الحيوية غير فعالة ضد الفيروسات.
  • حافظ على النظافة: عندما تكون مصاباً بالبرد، تأكد من تغطية فمك وأنفك عند السعال أو العطس. استخدم منديلاً لمرة واحدة وتخلص منه على الفور. اغسل يديك بعد السعال أو العطس لمنع انتشار الجراثيم.
  • كن لطيفاً مع أنفك: إذا كنت تعاني من احتقان الأنف، فاستخدم بخاخات الماء الملحي أو المحاليل الملحية لترطيب الممرات الأنفية. تجنب استخدام بخاخات مزيل الاحتقان لفترات طويلة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاحتقان إذا تم استخدامها أكثر من اللازم.
  • راقب حميتك الغذائية: بعض الأطعمة يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض البرد، في حين أن البعض الآخر يمكن أن يجعلها أسوأ. تجنب الأطعمة المقلية أو الدسمة، والتي يمكن أن تسبب عدم الراحة في الجهاز الهضمي. ركز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية ومضادات الأكسدة لتعزيز التعافي.
  • لا تنسى غسول اليدين: عندما لا يكون غسل اليدين بالماء والصابون ممكناً، استخدم غسول اليدين الكحولي. تأكد من أنه يحتوي على ما لا يقل عن 60% من الكحول لقتل الجراثيم والفيروسات بشكل فعال.

في الختام، على الرغم من أن الإصابة بنزلة برد في الصيف قد تكون غير سارة، إلا أن هناك الكثير من العلاجات المنزلية والاستراتيجيات الوقائية التي يمكنك استخدامها للتعامل معها بفعالية. تذكر أن تستمع إلى جسمك، واحصل على الراحة التي تحتاجها، ولا تتردد في استشارة الطبيب إذا كانت أعراضك تثير القلق.

المصادر والمراجع

  1. "نزلات البرد: الأسباب، الأعراض، العلاجات"، مايو كلينك
  2. "الفرق بين الإنفلونزا ونزلات البرد"، مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها
  3. "10 طرق بسيطة للوقاية من نزلات البرد"، ويب طب،

أحدث أقدم