يُعد التوحد أحد الاضطرابات العصبية التي تؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعل الأطفال مع محيطهم. يشمل هذا الاضطراب مجموعة متنوعة من التحديات التي قد تؤثر على قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين وفهم العالم من حوله.
ما هو التوحد؟
التوحد، هو اضطراب في النمو العصبي يظهر غالبًا في السنوات الأولى من عمر الطفل.
يمكن أن يشعر الطفل المصاب بالتوحد وكأنه يعيش في عالم مختلف تمامًا عن عالمنا. هذا الانفصال عن الواقع المحيط يمكن أن يظهر في عدم التفاعل الاجتماعي والعزلة التي قد يلاحظها الآباء والأمهات. قد تجد أن الطفل المصاب لا يتجاوب مع محاولات التواصل اللفظي أو غير اللفظي، وقد يظهر ذلك عندما يكون هناك محاولة للتحدث معه، لكنه يظل غير منتبه أو يتحرك فجأة دون استجابة.
علامات التوحد
إحدى العلامات البارزة التي تشير إلى احتمالية إصابة الطفل بالتوحد هي:
- عدم استجابته عند التحدث إليه
- عدم تفاعله مع المحيطين به بالشكل المتوقع.
هذه العلامات السلوكية يمكن أن تكون دليلًا هامًا للأهل على ضرورة مراجعة أخصائي للتشخيص.
العلاج السلوكي للتوحد
العلاج السلوكي، هو أحد الأدوات الفعالة التي يمكن أن تُستخدم لتحسين حالة الأطفال المصابين بالتوحد. يتم في مراكز طب الأطفال ومراكز التوحد تطبيق مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تهدف إلى تحفيز الطفل على القيام بسلوكيات إيجابية. من بين هذه الأنشطة:
- جعل الطفل يشارك في الضحك أو المساعدة
- تعليمه التعرف على الأشياء من حوله
يمكن أن يستمر هذا النوع من العلاج لسنوات، ولكنه يحمل في طياته إمكانية تحسين كبير في حالة الطفل المصاب.
العلاج الدوائي للتوحد
إلى جانب العلاج السلوكي، قد يلجأ الأطباء إلى استخدام بعض الأدوية لتحسين حالة الأطفال المصابين بالتوحد. من بين هذه الأدوية:
- مضادات السيروتونين الانتقائية مثل "سيرترالين" (Sertraline)، التي تعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ. السيروتونين، هو ناقل عصبي يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم المزاج، الشهية، والنوم.
- مضادات الذهان مثل "ريسبيريدون" (Risperidone)، التي تساعد في تعديل النشاط العصبي للطفل، مما يساهم في تخفيف الأعراض السلبية مثل العزلة وتقلبات المزاج.
ومع ذلك، يُلاحظ أن نسبة صغيرة فقط من الأطفال المصابين بالتوحد (حوالي 10%) تستجيب للعلاج وتحقق تحسنًا ملحوظًا، حيث يُعتبر التوحد من الأمراض المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها بشكل كامل.
ختامًا، يُعد التوحد تحديًا كبيرًا للأسر والأطفال على حد سواء، لكن الفهم الجيد له ومعرفة العلامات المبكرة قد يساعد في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين. إن تكامل العلاج السلوكي مع العلاجات الدوائية قد يوفر دعمًا كبيرًا في مساعدة هؤلاء الأطفال على التكيف بشكل أفضل مع حياتهم اليومية.