يكثر في مجتمعاتنا تعاطي المضادات الحيوية عند الإصابة بأي مرض تسببه البكتيريا وتزداد الاسئلة عن مدى تأثير المضادات الحيوية على مناعة أجسامنا وهل تضعف هذه الادوية المناعة؟ وسنتكلم في هذا المقال عن الآلية التي تضعف بها المضادات الحيوية المناعة والاخطاء التي نقع بها عند تعاطي مثل هكذا أدوية
آلية تأثير المضادات الحيوية على المناعة
أولاً : تناول المضادات الحيوية بكثرة:
إن الإكثار من تناول المضادات الحيوية سيؤثر على البكتيريا الضارة المسببة للمرض بالإضافة إلى تأثيره على البكتيريا النافعة مما يؤدي إلى أضرار سلبية نتيجة لفقد هذه البكتريا وتختلف هذه الأضرار باختلاف نوع البكتيريا المستهدفة فمثلاً البكتريا الموجودة على الجلد تعد من خطوط الدفاع الأولى عن الجسم والبكتيريا الموجودة في جهاز الهضم تساعد فى عملية الهضم وهناك بكتريا تساعد في الحفاظ على التوازن الحامضي -القلوي بالإضافة إلى أن هذه البكتريا تقلل من نمو البكتيريا الضارة عن طريق عدة آليات : مثل منافستها على الغذاء فعند القضاء على هذه البكتيريا المفيدة فإنه يهيئ ظروف مناسبة لنمو العوامل الممرضة
ثانياً : مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية:
عند الإكثار من تناول المضادات واستعمالها بطرق تعسفية فإنه سيخلق سلالات جديدة من البكتيريا مقاومة لهذه المضادات مما يعني فشل علاج الأمراض بهذه المضادات وزيادة حدة المرض واللجوء لأنواع جديدة من المضادات للقضاء على العوامل الممرضة ومع مرور الزمن سيتكرر الأمر بالنسبة لخلق أنواع جديدة من البكتيريا مقاومة ومن ثم فشل جهاز المناعة بالقضاء عليها مسبباً أنواع شديدة من الأمراض ومن نتائج مقاومة البكتيريا للمضادات : زيادة حدة و مدة المرض - زيادة وتيرة التردد إلى المستشفيات - زيادة في تكاليف العلاج
ثالثاً: تقييد عمل الجهاز المناعي :
تعمل المضادات الحيوية على القضاء مباشرة على العامل الممرض بدون الإستعانة أو تحفيز للجهاز المناعي وهذا يؤدي إلى ضعف تطور الجهاز المناعي وطرق التعرف على العامل الممرض وهذا سيخلق جهاز مناعي ضعيف وغير فعال في مقاومة العوامل الممرضة
أخطاء في التعامل مع المضادات الحيوية:
- تناول المضادات الحيوية بطرق عشوائية بدون مراجعة أو استشارة الطبيب.
- تناول المضادات الحيوية عند الإصابة بأمراض فيروسية وهذه المضادات لا تؤثر على الفيروسات ولا بأي شكل من الأشكال
- إيقاف تناول المضادات عند الشعور بالتحسن دون المتابعة واستكمال العلاج حسب وصفة الطبيب أو تكرار الدواء عند عدم التحسن بدون مراجعة الطبيب وهذا من أهم أسباب ظهور سلالات مقاومة من البكتيريا
- زيادة في جرعة الدواء عند عدم الشعور بالتحسن بدون استشارة الطبيب.
- تغيير نوع الدواء عند عدم الشعور بالتحسن و بدون استشارة الطبيب
- استخدام نفس نوع الدواء عند ظهور أعراض مشابهة لإصابة سابقة أو عند اصابة شخص آخر بنفس الأعراض.
في الختام يفضل الاعتماد على جهازك المناعي في مواجهة الأمراض حتى لو كلفك ذلك المزيد من الألام لأنه سيكون حصنك المنيع في مواجهة الأمراض في مراحل العمر المتقدمة .
بقلم صهيب القاسم