ما هو اضطراب الكذب المرضي؟
الميثومانيا (Mythomania)، هو اضطراب نفسي يتمثل في شعور الأشخاص بالحاجة إلى الكذب بشكل مزمن ودون سبب أو مصلحة واضحة. يبدأ الأمر بكذبات بسيطة يومية، ولكنه قد يتطور ليصبح عادة مرضية مع مرور الوقت. الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يُعرفون باسم "الميثومانيين".
الفرق الأساسي بين الكذب العادي والكذب المرضي هو أن الكذب في حالة الميثومانيا يكون اندفاعيًا وشاملًا لجميع جوانب الحياة، دون أن يخدم غرضًا محددًا. كما يُعتقد أن المصابين غالبًا ما يصدقون كذباتهم.
رغم ذلك، فإن عدد الأشخاص الذين يطلبون دعمًا نفسيًا بسبب الميثومانيا منخفض، مما يجعل الدراسات حول هذا الاضطراب محدودة. وعلى الرغم من عدم تعريف الميثومانيا كاضطراب مستقل في الأدبيات النفسية، إلا أنها قد تكون عرضًا لبعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل اضطرابات الشخصية أو اضطرابات القلق.
من يصاب بالميثومانيا ولماذا تحدث؟
تشير الدراسات إلى أن بعض العوامل مثل تدني تقدير الذات، وانعدام الأمان، وتجارب الطفولة السلبية قد تلعب دورًا رئيسيًا في تطور الميثومانيا.
عوامل مؤثرة:
- تدني تقدير الذات:
الأشخاص الذين يعانون من شعور عميق بعدم الأمان قد يكونون أكثر عرضة للكذب المرضي. - تجارب الطفولة:
- التعرض لصدمات نفسية أو جسدية أو عاطفية.
- مشاهدة أحد الوالدين يمارس الكذب باستمرار.
- اضطرابات الشخصية المصاحبة مثل اضطراب الشخصية الحدية أو المعادية للمجتمع.
أسباب أخرى:
تشير بعض النظريات إلى أن إصابات الرأس والتغيرات الدماغية قد تكون عوامل مؤثرة أيضًا.
أعراض الميثومانيا
تشمل أعراض الميثومانيا ما يلي:
- الكذب دون سبب في أمور يومية.
- سرد كذبات مفصلة ومبنية بعناية.
- عدم الشعور بالذنب أو الندم بعد الكذب.
- الاعتقاد بصحة الكذبات ومحاولة إقناع الآخرين بها.
- المبالغة في الأحداث وتقديم الذات كضحية أو بطل.
- التصرف بعدائية عند كشف الكذب.
ما هو الفرق بين الكذب العادي والكذب المرضي؟
بينما قد يلجأ الجميع إلى كذبات صغيرة بين الحين والآخر، فإن الكذب المرضي يتميز بأنه أكثر اندفاعية وشمولية، ويصبح جزءًا أساسيًا من حياة المصاب.
الميثومانيا واضطرابات الشخصية
قد تظهر الميثومانيا إلى جانب اضطرابات مثل:
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: حيث يتجاهل الشخص القواعد الاجتماعية.
- اضطراب الشخصية النرجسية: حيث يميل الشخص إلى تضخيم ذاته واختلاق قصص وهمية.
- اضطراب الشخصية الحدية: حيث يمكن أن يكون الكذب أداة للسيطرة على الآخرين.
- اضطرابات نفسية أخرى مثل الذهان أو الفصام، حيث يختلط الواقع بالخيال.
هل يمكن علاج الميثومانيا؟
نعم، يمكن علاج الميثومانيا من خلال:
- العلاج النفسي: يركز العلاج على فهم الأسباب النفسية الكامنة وراء الكذب، وتعزيز وعي المريض بسلوكه.
- الدعم الاجتماعي: يلعب أفراد الأسرة والأصدقاء دورًا هامًا في تقديم الدعم غير النقدي والمحفز.
ماذا يحدث إذا لم يتم علاج الكذب المرضي؟
إذا لم يتم علاج الميثومانيا، قد يواجه المصاب عزلة اجتماعية وصعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، مما يؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية كبيرة.
كيف تتعامل مع شخص مصاب بالميثومانيا؟
- تقبل أن الكذب المرضي مشكلة صحية.
- ضع حدودًا صحية في العلاقة مع المصاب.
- عبر عن مشاعرك بوضوح باستخدام لغة "أنا" (مثل: "أشعر بالحزن عندما تكذب").
- شجع المصاب على طلب الدعم النفسي.
الميثومانيا ليست مجرد عادة سيئة، بل هي اضطراب يحتاج إلى فهم وعلاج. إذا كنت تعرف شخصًا يعاني منها، فإن الدعم والتفهم هما الخطوة الأولى نحو التعافي.