الفيروس الرِّئوي البشري المتبدل (Human metapneumovirus hMPV) |
في مطلع عام 2025، شهدت الصين ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالفيروس الرِّئوي البشري المتبدل (hMPV)، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية والمجتمعية. يُعد هذا الفيروس من الفيروسات التنفسية الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وتتراوح أعراضه بين الخفيفة والشديدة، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
التعريف بالفيروس
تم اكتشاف الفيروس الرِّئوي البشري المتبدل (Human metapneumovirus) والذي يعرف اختصاراً بـ hMPV لأول مرة في عام 2001، وهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات الرئوية (Pneumoviridae)، ويُعتبر قريبًا من الفيروس المخلوي التنفسي (RSV). يُسبب hMPV التهابات تنفسية تتراوح بين نزلات البرد البسيطة والالتهابات الرئوية الحادة.
الأعراض السريرية
تتشابه أعراض الإصابة بـ hMPV مع أعراض نزلات البرد والإنفلونزا، وتشمل:
- السعال.
- انسداد أو سيلان الأنف.
- الحمى.
- التهاب الحلق.
- الأزيز أو صعوبة التنفس في الحالات الشديدة.
في بعض الحالات، قد تتطور الأعراض إلى التهابات أكثر خطورة مثل التهاب القصبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خاصة لدى الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
- الأطفال دون سن الخامسة، خاصة الرضع.
- كبار السن فوق 65 عامًا.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- الأفراد ذوي المناعة الضعيفة نتيجة لأمراض أو علاجات معينة.
طرق الانتقال
ينتقل فيروس hMPV عبر:
- الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس.
- الاتصال المباشر مع المصابين، مثل المصافحة.
- لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين.
التشخيص
يعتمد تشخيص الإصابة بـ hMPV على:
- التقييم السريري للأعراض.
- الاختبارات المخبرية، مثل تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) للكشف عن المادة الوراثية للفيروس.
- اختبارات الكشف عن المستضدات الفيروسية في الإفرازات التنفسية.
العلاج
لا يوجد حاليًا علاج مضاد للفيروسات مخصص لـ hMPV، ويتركز العلاج على تخفيف الأعراض والراحة. في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر دخول المستشفى لتلقي الأكسجين أو السوائل الوريدية. يُنصح بالآتي:
- الراحة التامة.
- شرب السوائل بكميات كافية.
- استخدام الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات لتخفيف الأعراض.
الوقاية
نظرًا لعدم توفر لقاح لـ hMPV حتى الآن، تُعد التدابير الوقائية العامة أساسية للحد من انتشار الفيروس:
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- تجنب لمس الوجه باليدين غير المغسولتين.
- ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند تفشي الفيروس.
- البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتجنب نقل العدوى للآخرين.
- تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
الوضع الحالي في الصين
أفادت تقارير إعلامية بارتفاع حالات الإصابة بـ hMPV في الصين، خاصة بين الأطفال دون سن 14 عامًا في المناطق الشمالية. أدى ذلك إلى اكتظاظ المستشفيات وزيادة الضغط على النظام الصحي. على الرغم من ذلك، لم تُعلن السلطات الصينية أو منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ حتى الآن، وتُعتبر هذه الزيادة جزءًا من النمط الموسمي المعتاد للأمراض التنفسية في فصل الشتاء.
الخلاصة: يُعد الفيروس الرِّئوي البشري المتبدل (hMPV) من الفيروسات التنفسية الشائعة التي قد تسبب أعراضًا تتراوح بين الخفيفة والشديدة. تظل التدابير الوقائية العامة والتشخيص المبكر والتعامل المناسب مع الأعراض الركائز الأساسية في مواجهة هذا الفيروس، خاصة في ظل عدم توفر لقاح أو علاج مضاد للفيروسات مخصص له حتى الآن.